عشقٌ حتى الهلاك
ذات يوم مررت بعود ثقاب ملقىً على الأرض , رق قلبي عليه فألتقطته وتأملته وسألته ‘ يا عزيزي لما أنت ملقى على الأرض فأخذني شعور غريب وكأني أسمع عود الثقاب يجيبني بأستغراب :-
(عجيب أن تسألني عن حالي وحالك مثل حالي ؟؟؟؟
ويقول: أنا مثلك كنت عاشقاً !!!!!!
كنت شاباً يافعاً أحب الحياة وكنتُ ناجحاً فيها حتى دخلت الجامعة وألتقيت بفتاة فجأة دخلت قلبي بعد أن دخلت حياتي عنوة ,
حينها لم أرى نفسي إلا وأنا أعشقها بجنون حتى أني كنت أقضي معظم الوقت أنظر إلى عينيها وأتأمل كفي يديها وأسأل نفسي ياترى ما مدى رقتها ونعومتها , تعلقت بها كثيراً ودائما ما كنت أتمنى لو كان بوسعي التقرب منها حتى أني أقسمت أن أفتدي نفسي وروحي من أجلها ودعوت ربي مراراً وتكراراً أن يقربني منها , حتى أستجيب دعائي إذ أصبحت عود ثقاب في علبة الكبريت خاصتها !!!
لم أإبه لذلك القدر بل رضيت به فقط لأني أصبحت بقربها ولأني متعلق بحبها ولغيرتي عليها لم أفسح المجال لغيري بأن يقطن معي في تلك العلبة لأنها أصبحت موطني وسبب ووسيلة تقربي من محبوبتي ,
والطريف في ذلك أن تلك الفتاة كانت تخشى الظلام لذلك تحتفظ بعلبة الكبريت لذا كنت أحسب الثواني لكي أحظى بلمسة أصابع يديها .
ولم يدم ذلك طويلاً , ذات يوم أستيقضت تلك الفتاة على كابوس مزعج كان يراود منامها في غرفة يسودها الظلام فسرعان ما أدخلت يدها في جيبها باحثةً عن علبة الكبريت مستنجدةً بعود الثقاب ,
أخرجت عود الثقاب من جيبها وأوقدتني مستمدة الأمان مني بأنارة تلك الغرفة لتجد طريقها الى مفتاح المصباح الكهربائي وحينها لم أبالي في كوني من يحترق بالعكس كنت أتمنى أن يدوم ذلك الحال طويلاً مما يسعدني أن أنير لها دربها وإن كنت أحترق لكن سرعان ما وصلت الى غايتها .
ولم تدرك أني أحترق في عشقها وغايتي سعادتها !!!!
لذا أستغنت عني وأطفأتني بنفخة واحدة !!!
وبذلك أخرجتي من حياتها عنوة ً كما دخلت حياتي عنوة ً
حتى مررت أنت بجانبي لتجدني ملقاً على الأرض )
بعدها أنتبهت لنفسي وقلت إذاً هذا مصير من يحب من طرف واحد وهذا مصير من أحب فتاة لم تكن تحبه أصلاً , إذ أنها حتماً لاتبالي به وأن كان يحترق من أجلها .
حقا تألمت لسماع ذلك الكلام من عود الثقاب وقلت أي عشق هذا حتى الهلاك بعد ذلك أدركت أنه يتكلم بلسان حالي وقلت بلا شك أنا عاشقٌ مجنون.
الشاعر والكاتب :
مسلم عقيل المطرود